الثلاثاء، 2 يناير 2018

مالك شهوان: العشريني الذي وضع الأردن على خارطة يونيسيتي

مالك شهوان: العشريني الذي وضع الأردن على خارطة يونيسيتي


الصورة الملتقطة لمبلغ الدينارين ونصف عام 2015

ثراء-رشا كامل- 13 تشرين ثاني 2017
الأثرياء الحقيقيّون في هذا العالم ليسوا أبداً أولئك الذين وُلدوا وفي فمهم ((ملعقةٍ من ذهب))، الأثرياء الحقيقيون هم أبطالاً قاسوا ظروفاً غير عادية .. عاشوا المعاناة بكلّ تفاصيلها..  تجرّعوا مرارة الفقر.. وقضوا أحلك الليالي..
 بذلوا مجهوداتٍ غير عاديّة.. واجهوا كلّ الضغوطات.. وصنعوا ثرائهم من رحم معاناتهم...
فكيف حوّل مالك بطل قصّتنا وأردننا معاناته.. إلى معنى؟
 وقفز من خساراته.. وديونه.. إلى نجاحاتٍ وثراء؟! 

لم يجد مالك قبل ثلاثةِ سنواتٍ في ذلك العام القاسي.. هو زوجته في ليلةٍ ظلماء من أحلك الليالي.. وأبردها.. ليلة كان يتساقط فيها الثلج.. بعد بحثهما عن مالٍ في بيتهما وجيبهما وكلّ مكانٍ.. لشراء غازٍ لتدفئة بيتهما الذي كان فيه طفلة عمرها ثلاثة أشهر ترجف من قسوة البرد سوى دينارين ونصف..

اليوم يكاد يتصدّر شهوان الذي يحتل المرتبة السابعة في مشروع  "الحياة السعيدة" لشركة يونيسيتي  قائمة أعلى الشباب الأردنيين دخلاً، شهوان الذي وضع الأردن على خارطة يونيسيتي وأول من بدأ هذا المشروع في الأردن ويقود الآن الفريق الأردني الذي يتجاوز الألف فرد يتجاوز دخله الشهري  اليوم دخله السنوي قبل ثلاثة سنوات!

دفع  الشغف مالك لدراسة تخصص التمريض الذي لطالما أحبّه، لكنّه عندما بدأ بالحياةِ العملية ما لبث أن اصطدم بأنّ هذا التخصّص لا يستطيع أن يلبّي احتياجاته المعيشيّة، فبات مضطراً أن يبحث عن عملاً إضافياً يسدّ فيه رأب احتياجاته،، فعمل سائقاً لسيّارة أجرةّ وكان مطلوباً منه أن يكمل في ذات الوقت دراسته الجامعيّة سعياً لتحسين ظروفه المعيشية ، فأصبح برنامج حياته مزدحماً خانقاً لا يترك له مجالاً للتنفّس ولا للنوم.

مثل هو الحال مع جميع الشباب الذين لا يتمّكنون من الحصول على فرصةِ عملٍ جيّدة، أو تتفرّق بهم السبل بين الدراسة والعمل والضغوطات،، فيجدون في البحث عن مشاريعٍ خاصة حلٍ لهم،، فعل مالك.. وحاول في البداية العمل في عدّة مشاريعٍ صغيرة، منها العمل في المقاولات والعمل في التصوير الفوتوغرافي، وأكثر عمل من كلّ الأعمال التي شغلها آنذاك لم تستمّر أو تنجح لأكثر من عامٍ واحد فقط.

ثمّ في المرحلة التي تلي ذلك، توجّه مالك لمجال التدريب والتنميّة البشريّة، يقول مالك "بعدما وقع في يدي كتاب "الأب الغني والأب الفقير" ل روبرت كيوساكي عام 2010 – وبدأت أفهم وأتعرّف على معنى الدخل النشط والدخل غير النشط، انطلقت أبحث عن أقصر الطرق في العالم للوصول للدخل غير النشط فتعرّفت على شيءٍ يُدعى.. "التسويق الشبكي" .

في نهاية 2011 عام كانت أول تجربة ل مالك في إحدى شركات التسويق الشبكي واستمرّت إلى 4 سنواتٍ، استطاع خلالها من خلال الدخل البسيط الذي حقّقه من تلك الشركة ان يتزوّج  في تلك المرحلة ثم بدأ يؤسّس مشروعٍ خاص في التدريب والتنميّة البشرية والاستشارات . 

وهنا تعرّض مشروعه لتحدّ كبير أعاده إلى نقطة الصفر بل أعاده إلى ما دون الصفر مرة أخرى، ف يقول مالك:
" في اتصالٍ واحد في ليلةٍ واحدة خسرتُ أكثر من مئة وخمسين ألف دولار ورجعت في السالب والديون وأسفل سافلين".

وكانت التحدّيات هذه المرة تزيد من عبئ الحياة ومشقّتها، بعد أن كان قد تزوّج وأنجب طفلة صغيرة ولديّه من المسؤوليات و الاحتياجات المعيشيّة ما يفوق أيّ وقتٍ مضى.

اتصالٌ واحد عاث في حياة مالك الفوضى، وخلّف له الديون والخسائر والمآزق، واتصالٍ آخر يخبره عن مشروع شركة يونيسيتي حوّل مسار حياته مرةً إخرى.

سافر مالك بعد هذا الاتّصال وبعد مقابلته بالشخص الذي عرّفه على الشركة وعلى المشروع، متّجهاً إلى تايلاند، يقول : "عندما ذهبتُ لزيارة مقرّ شركة يونيسيتي وجدت أنّ خارطة العالم في يونيسيتي لا يوجد عليها علم بلادي.. وكان في هذه اللحظة عندي خيارين فقط .. امّا أن أنتظر حتى أرى علم بلادي على هذه الخارطة.. ثمّ أنخرط في هذا المشروع... وإمّا أن أكون أنا صاحب صناعة الحدث ...". 

يقول مالك "جربت العديد من الأعمال .. خضت في المشاريع الصغيرة.. جربت العمل لدى شركات تسويق شبكي أخرى.. لكن .. لم يرتفع مستوى السعادة في حياتي كما ارتفع هنا". 

يذكر تلك الليلة القاسيّة، فيقول "في تلك الليلة طلبت من زوجتي أن تأتي إلى غرفة الجلوس وأن تصوّر مبلغ الدينارين ونصف في ذلك التاريخ.. ثم وقفت أمامها ووعدتها .. أنّ قصة نجاحي ستنطلق من هذه الصورة.. من هذا اليوم.. من هذا المأزق.. من هذه الليلة الباردة... وأنّني يوماً ما سأعرّض قصتنا هذه لآلافٍ من البشر...". 

وفعلاً... تحقّقت نبوءته بل أوفى بوعده الذي قطعه.. وبعد ثلاثة سنواتٍ من ذلك التاريخ.. عُرضت هذه الصورة فعلاً أمام آلافٍ من البشر في حفلٍ تكريمي له في تايلاند.

يدّربنا كابتن مالك شهوان ليس على كسبِ المال فحسب، فإنّ المال ليس الغاية القصوى لا من هذا المشروع، ولا يُفترض أن يتحوّل لغايةِ في حياتنا،، يلهمنا هذا الرجل ويعلّمنا كيف نتحكّم في مستقبلنا. إنّ الثقافة التي بمقدورك أن تتوارثها عن هؤلاء سرٌّ لا يعلّمك النجاح في هذا العمل فقط، وإنّما يمّكنك من النجاح في أيّ مجالٍ آخر قد تنتقل إليه. إنّ كيفيّة تعامل المرء مع المعاناة ومع الفشل هي التي تحدّد مسار حياته، وينطبق هذا على كلِ شيء في حياة المرء، وليس على المال وحده.


مالك شهوان وابنتيه (مسك وغنى)

شهوان خلال حفلٍ تكريمي له في تايلاند عام 2017


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق