الثلاثاء، 2 يناير 2018

ملفات الاقتصاد في الصحف الأردنيّة.. الصحفي فايق حجازين في حوارٍ خاص مع ثراء

ملفات الاقتصاد في الصحف الأردنيّة

ماذا يُفترض أن تحتوي؟ وماذا تحتوي فعلاً؟

حجازين: "لا تعتمد الثقافة الماليّة على هذه المواد ، بقدرِ ما  تعتمد على طريقة استجابة الجمهور لها"

الصحفي فاين حجازين
ثراء-رشا كامل- 5 تشرين أول 2017 يختلف الاقتصاد بمعناه العربي عن معناه العالمي، كما يختلف تناول الصحف لملفات الاقتصاد، فتراها عربياً تقتصر على بعض الأرقام التي تخصّ بعض الاستثمارات والتي على قدر الحيّز الذي تشغله اقتصادياً إلاّ أنّ الاقتصاد لا يقتصر عليها فقط.. فإنّ الاقتصاد أشمل وأعمّ من ذلك، والمال في العالم، عالمٌ واسعٌ لا يقتصر على بعض الأرقام، والنجاح مالياً فيه أو الوصول للثراء لا يقتصر ايضاً على اجتياز بعض الاستثمارات والسُبل فقط.

فهل تَطرُق الصحف العربيّة، والأردنيّة بالأخصّ كلّ أبواب عالم المال هذا، وتتناول كل العوالم الأخرى التي يحويها؟ 
وإن كانت تفعل بدرجةٍ ما.. هل هذا قادراً وكافياً على خلق الثقافة الماليّة لدى الناس وإشباعها؟

عرّف لنا سكرتير التحرير في الدائرة الاقتصادية في وكالة الأنباء الأردنية (بترا) فايق حجازين الاقتصاد بأنّه قدرة الفرد على تلبيّة احتياجاته من الموارد المتّاحة بطريقةٍ مستدامّة.

وبيّن حجازين أهميّة وضرورة الثقافة الاقتصاديّة والماليّة لكلّ الأفراد، حيث قال بأنّه لا بدّ من توافر ثقافة اقتصاديّة عند الأشخاص كلّهم حتى يستطيعوا تلبيّة احتياجاتهم ومتطّلباتهم اليوميّة، مضيفاً أنّ الاقتصاد ثقافة عامّة لأنّها جزء من حياة كلّ الأفراد في التعامل يومياً مع الإيرادات والنفقات وإدارة أمورهم وأعمالهم.

كما بيّن ضرورة الثقافة حتى للعاملين بالاقتصاد أنفسهم، فيوضّح بأنّه كصحفي يعمل في الشأن الاقتصادي لا يستقيم فهمه للبورصة والسوق المالي، دون أن تكون له على الأٌقل تجربة حقيقيّة حتى يستطيع فهم مشاعر المساهمين في البورصة ويستطيع أن يتفاعل مع السوق.

يؤكّد حجازين أنّ ما يُنشر في ملفات اقتصاد الصحف الأردنيّة، لا يذهب بعيداً  بحيث يكون قادراً على خلقِ ثقافةٍ ماليّة عند جمهور القرّاء غير المتخصّصين، ولكنّه لا يرى أنّها بحاجة لأن تتعمّق أكثر في محتواها، يرى أنّها لا تستطيع التعمّق أكثر في عالم المال ، لأنّها تخاطب جمهوراً عاماً، قد يقوم الصحفي بتوصيل معنى بعض الأمور الاقتصاديّة، لكنّه لا يذهب بالتفاصيل الفنيّة لأنّها قد تربك القارئ والمتابع أكثر من تقديمِ معلومةٍ له.

امّا فيما يخصُّ قدرةِ هذه الملفات على خلقِ ثقافةٍ ماليّة، من وجهة نظر حجازين فإنّ الأمر لا يعتمد على الموادِ بحدّ ذاتها، بقدرِ ما يعتمد على طريقة استجابة الجمهور لهذه المواد.

وينوّه في النهاية إلى أنّ مسؤولية بناء مفهوم هذه الثقافة الماليّة، وإن كان يقع جزءاً كبيراً منها على عاتقِ الإعلام، إلا أنّها ليست مسؤولية الإعلام وحده وإنّما تشاركه هذه المسؤولية وزارة التربية والتعليم، والتي يُذكر أنّها تنبّهت مؤخّراً إلى أهميّة ذلك بإدراجها لمناهج الثقافة الماليّة إلى المدارس مشيراً حجازين إلى أنّ "هذه الاستجابة من التربية والتعليم، جاءت متأخرة لمّا قدّمه الإعلام نحو الثقافة الماليّة".

كما يؤكّد على أنّ الإنسان حتى يستطيع الوصول للنجاح المالي، ينبغي عليه أن لا يتوقّف عند الوظيفة، والبحث عن سُبل للاستثمار تبعاً لتخصّصه ومساره بناءً على قدراته وممّيزاته، وفيما يخصّ أفضل قطاعات الاستثمار التي ينصح حجازين فيها لمن يودّ البدأ في هذا المجال، يرى  بأنّ بورصة عمّان هي انجح قطاعات الاستثمار في الأردن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق