الثلاثاء، 2 يناير 2018

طالب جامعي يتقاضى دخلاً يتراوح ما بين 500-1000 دولار شهرياً

سيف المحيسن

طالب جامعي يتقاضى دخلاً يتراوح ما بين 500-1000 دولار شهرياً


سيف المحيسن

ثراء-رشا كامل- 14 تشرين الثاني 2017 طالب جامعي غير تقليدي، قيادي، شخصيّة مثابرة، مفعمة بالحركة والحياة، شخص صحي جداً بحكم أنّه يعمل في شركة تعمل في المجال الصحي، حواري اليوم معه ليس أولّ عهدي فيه، لقد عرفته منذ عدّة أشهر، و كان له تأثير خاص على حياتي، فمنذ أن تلتقيه تبدأ عدوى الإيجابيّة بالانتقال إليك والتغلغل في أرجاء حياتك، يلهمك دون أن تفكر حتّى في أن تريد..

سيف المحيسن طالب هندسة ميكانيك في الجامعة الأردنية في سنته الرابعة، يبلغ ال21 من العمر. شاب في مقتبل العمر يعمل بجانب دراسته كمسوّق شبكي في شركة تعمل بالمجال الصحي تُدعى "يونيسيتي"، ويحقّق دخلاً شهرياً يتراوح ما بين 500- 1000 دولار شهرياً، عاشق للسفر، صعد منذ انضمامه لشركة يونيسيتي على 32 طائرة، يقود فريقاً قيادياً يقارب ما بين ال 150 إلى 200 شخص. 



تجربة شبابيّة ناجحة نتعرّف عليها بالتفصيل في السطور القادمة


في تشرين الثاني الجاري يُكمل سيف سنتة الثانية في مشروع الحياة السعيدة لشركة يونيسيتي ، يقول سيف أنّ السبب الذي شجّعه على الانخراط في المشروع كان بحثه عن فرصةٍ في حياته، والتي رآها في يونيسيتي إذ رأى أنّه سيحقّق نجاح مالي وشخصي في هذا المكان.. وهذا طبعاً ما كان.

يحتلّ سيف الرتبة الثالثة في مشروع الحياة السعيدةExecutive Manage) )، وبمقابل إعطائه ما معدله من ساعتين إلى 4 ساعات من وقته يومياً؛ يتقاضى دخلاً شهرياً يتراوح ما بين 500- 1000 دولار شهرياً. 

يقول سيف.." قبل يونيستي ما عمري ركبت ولا طيارة.. من بعد يونيسيتي لهلئ الحمدلله صرت راكب ب 32 طيارة"، السفر كان ولا زال أكبر أحلامي في الحياة، وشركة يونسيتي هي التي فتحت لي هذا المجال في حياتي.

اختبر سيف العديد من الوظائف المؤقتّة قبل يونيسيتي، فعَمِلَ كبائع في مخبز، وفي قهوة، وفي محل للحلاوة والطحينيّة في وسط البلد، كما عَمل كأستاذ خصوصي على فترتين من حياته، وكسائق سيارة أجرة.. وكان له هو و "وابن خالته" في صباهما وأول حياتهما باعٌ طويل في التجارب التجارية "الفاشلة".. في مشروعاتٍ لطيور الزينة ولتربية الحمام، والذين آلا كلاهما للفشل حيث أنّ مشروع طيور الزينة رغم تحقيقه بعض المكاسب في البداية إلاّ أنّه تبيّن لهما فيما بعد التكاليف العالية التي يحتاجها، كما اكتشفا قلة خبرتهما اللازمة.. أمّا الحمام كان ضحيةّ في الصيف للأفاعي، وفي الشتاء للأجواء الثلجية.. 

يخبرنا سيف فيقول " في البداية أول ما انعرضت علي فكرة المشروع اتوجّهت لعائلتي وحكيتلهم" ، يوضّح بأنّه لا يستطيع أن يقول أنّ عائلته عارضته تماماً أو "وقفت بوجهه" لكنها كأي عائلة على حدّ تعبيره ترى الانخراط بأيّ افكار جانبيّة أخرى من شأنّها إلهاءك عن دراستك الأساس، "المشكلة لم تكن بيونيسيتي بحدّ ذاتها، المشكلة بأيّ شيء ممكن أن يلهيني عن دراستي". 

لكن رغم ذلك لم تمانعه عائلته من المضي بهذا العمل، والآن هم يفخرون بإنجازه هذا ويرون أنّه استطاع التقدّم على كثير من أقرانه. لكنه يعود ويكرّر في النهاية بأنّه على الرغم من كلّ النجاحات هذه بالنسبةِ لأهله، تظلّ الشهادة هي مقياس النجاح الأول والأهمّ الذي عليه تحصيله. 

قاطعته، وسألته ما إذا كان يتفّق بهذا مع رؤية أهله ويرى بأنّ للشهادة هذه القيمة في النجاح أم لا؟ فأجاب: بأنّه لا يتفّق تماماً، فالشهادة ليست الطريق الوحيد للنجاح بالحياة، والدليل أنّ ناس كثر استطاعوا تحقيق نجاحات كبيرة وهم لم يحصّلوا ولا درجة علمية واحدة في حياتهم، لكنّه يرى بأنّ الشهادة مرجع ونقطة انطلاقة في الحياة، شبّهها ب "متطّلب إجباري حتى تسطيع بناء حياتك". 

ولكن، كيف تنسّق وقتك ؟
الفكرة تعتمد على شيئين الأول- أن تعطي لعائلتك وأصدقائك الوقت الخاص لهم، والشيء الثاني- أن تنوّع يومك وحياتك وأوقاتك، ولا تركّز زخم حياتك كلّها في شيء واحد وتُغفل جوانب الحياة الأخرى.

سألته، هل أثّر عمله في يونيسيتي فعلاً على دراسته كما كانت عائلته تخشى؟ فأجاب:
بأنّ كان له نظرة خاصة لمرحلة الدراسة الجامعية حتى قبل انخراطه في العمل في مشروع الحياة السعيدة، إذ منذ لحظاته الأولى في الجامعة انهمك في الكثير من الأنشطة الجانبية التي كان لها ولا بد تأثير على تحصيله الدراسي، ليست يونيسيتي اليوم هي التي أُثرت على تحصيله؛ ف برأيه أنّ الأمر لم يختلف، هو فقط وجّه عطائه ل يونيستي بدلاً من الأنشطة الأخرى التي كان منهمكاً فيها. يردف في النهاية فيقول بأنّ هذه ليست دعوة لعدم الامتياز في الجامعة، ولكنّه يرى أنّ من الجميل أنّ ينجز الفرد خلال سنوات دراسته الجامعية أشياءً أخرى في حياته بجانب نجاحه في الجامعة. 

يرى سيف أنّ يونيسيتي كما فتحت له الكثير من الفرص والأبواب في الحياة، أُثرت عقليته التجارية والمالية وأضافت لحصيلته المعرفية أموراً ثقافية مالية كثيرة كان يجهلها من قبل. 

اثّرت يونيسيتي في سيف كثيراً، في طريقة تفكيره، في طريقة تعامله مع المشاكل، في طريقة تقبّله للرفض.  يقول علمّتني يونيستي ومشروع الحياة السعيدة كيف ازداد ثقةً بنفسي، علمّتني مهارات الإلقاء فأصبحت محاضراً مع الشركة، علمتّني كيف اكلّم الناس وأحاورهم واقنعهم بأفكاري، أضافت لي علاقاتٍ جيدة جديدة كثيرة على علاقاتي سواءاً دخلوا معي المشروع أم لم يفعلوا، إلاّ أنّهم أَضافوا لي لمجرد تعرّفي عليهم، كما علّمتني (الامتنان) لكلّ من يعلمني ويساعدني، وكيف أكون (شغوفاً) لأحلامي وطموحاتي، وكيف أكون شخصاً (إيجابياً) فعالاً. 

اكسبت يونيسيتي سيف الكثير من العادات الفريدة، بدءاً من طقوس الصباح، والتي يصف لنا كم كانت تمنحه هذه الطقوس خلال الفترات التي كان ينجح في المواظبة عليها راحة نفسية وسلام داخلي، وكيف كانت تعطيه رؤيةً ليومه؛ يقول" بدل ما اصحى ملخوم وبس بدي اخلص يلي علي.. لئ بكون معي وقت افكر واخطّط ليومي".

في ختام حوارنا، سألنا سيف، ما إذا كان ممكناً في يوم من الأيام أن يتوقّف عن العمل مع يونيسيتي؟ وما إذا كان هذا الأمر غير متقبّل الحدوث بالنسبة إليه.. وعن أحلامه وطموحاته؟ فكانت الإجابة..
يونسيتي نفسها منحتني انفتاحية أكثر للفرص في الحياة، لذلك أنا الآن منفتح أكثر لأي فرصة ممكن أن أتعرّض إليها.. ولا يمكن أن أتوقّف في يوم في أيّ مكان من حياتي لا عند يونيسيتي ولا "غيرها". 

فيما يتعلّق بيونسيتي وبعمله في مشروع الحياة السعيدة فيطمح سيف في ان يستطيع مساعدة ناس أكثر، أن ينجح بتحقيق رتبة أعلى، وأن يحقّق دخل أعلى، ويحقّق تأثير أكبر وأوسع.

أمّا في الحياة بالعموم فيطمح سيف على الصعيد المهني كونه يدرس هندسة الميكانيك، ومهتّم جداً بالطاقة المتجدّدة، بإنشاء شركة خاصة بالطاقة المتجدّدة، أمّا على الصعيد الشخصي فيحلُم أن يلُف العالم كلّه خلال الخمسة أعوام القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق